تميز حوار مانويل جوزيه بالصراحة المتناهية في المؤتمر الصحفي الذي عقده الأهلي اليوم لمباراته أمام أديلاد الأسترالي. و قد حضر المؤتمر مانويل جوزيه و محمد أبو تريكة من الأهلي
في البداية أصر مانويل جوزيه على تحمل مسئولية ما حدث أمام باتشوكا، و أن اللاعبين أدوا ما عليهم، و كان هناك أخطاء بدون شك، لكنه يتحمل عبء الهزيمة الثقيلة. و قد شن هجوماً على الإعلام المصري الذي و كما يبدو "أنه تابع" تداعياته في الأيام الماضية، قائلاً أن النقد عندما يكون بنّاء يفيد الفريق و اللاعبين و المنتخب، و لكن النقد من أجل الهدم لا يفيد أحد سوى صاحبه.
أسباب الخسارة
أجاب جوزيه عن أسباب التداعي في أداء الأهلي في الشوط الثاني و الخسارة الثقيلة، بأنه أولاً يتحمل مسئولية الخسارة على الرغم من أن لا فريق في العالم يفوز على طول الخط و الأمثلة كثيرة في برشلونة و ريال مدريد و مانشستر يونايتد، و قد يفوز فريق ضعيف على فريق قوي و هذا هو سر جمال كرة القدم.
قد يكون الخطأ الأكبر هو أننا أتينا بأحلام كبيرة جداً و بثقة من وصولنا للمربع الذهبي، و أننا قادرون على الوصول للنهائي في هذه المرة، و قد يكون هذا سبب عامل ضغط نفسي كبير على اللاعبين جعل الشوط الثاني يفلت من أيديهم بعد التقدم المريح في الشوط الأول.
و إعترف جوزيه بأخطاء إرتكبها بعض اللاعبين بدون تسمية أحدهم، و رفض تحميل أمير عبد الحميد خسارة المباراة. و قال أن أسلوب باتشوكا تم شرحه في أكثر من محاضرة و حصة تدريبية للاعبين و للفريق، و كان هام عندنا الضغط على الخصم من منتصف الملعب و هو ما لم يحدث، كما أن سير المباراة كان يمكن أن يكون في صالحنا لو تم إحتساب الهدف الصحيح لبركات. الشوط الأول جاء مثالي من حيث الإتزان الدفاعي و الهجومي و من حيث تطبيق كافة بنود الخطة و كنا قادرين على إكمال المباراة بنفس الوتيرة، لكننا لعبنا بشكل سيء في الشوط الثاني و كان أسوأ ما فيه أننا تلقينا أربعة أهداف. باتشوكا فريق قوي و الأداء اللاتيني مختلف عن الأداء الأفريقي.
لقد شرحت للاعبين أسباب الخسارة و ما يهمنا الآن أن ننسى المباراة و ننظر للأمام و نكمل طريقنا و نفوز في البطولات التي ننافس عليها محلياً و أفريقياً
لاعبو الأهلي
دافع جوزيه بضراوة عن لاعبيه و رفض تحميل أي منهم بالأسم الهزيمة، بل على العكس أشاد بإنجازاتهم معه، و أنهم جيل ذهبي لن يتكرر في الأهلي لأعوام طويلة قادمة، و ذّكر الجماهير بعدد البطولات التي حصل عليها الفريق و اللاعبين أنفسهم.
و أضاف أنني أعمل جاهداً مع اللاعبين لحفر إنجازات سيذكرها التاريخ و سيكونون هم أصحاب هذا الإنجاز. الهزيمة قاسية لكننا إتفقنا مع اللاعبين على نسيانها و النظر لمباراة الفريق أمام بطل أستراليا، و التركيز فيها حتى لا نعود منكسي الرؤوس. و أنا لا أعد بأي فوز، فقد تفعل كل شيء في كرة القدم و لا تفوز. و لكنني أعد أننا سنمحو الصورة السيئة لتي حدثت بعد نهاية الشوط الأول أمام باتشوكا.
لقد تحدث العالم كله عن مستوى الكرة في الأهلي و أنه يقدم كرة جيدة و هو شيء مصدر فخر لمصر و للأهلي، و بغض النظر عن الخسارة، فلا يجب أن ينسى أحد أننا أصبحنا معروفين على المستوى العالمي، و سنعمل بكل طاقة على إصلاح الأخطاء و إكمال ما بدأناه.
الإعلام المصري
هاجم جوزيه الإعلام المصري الذي هو ذاته بدأ منذ نهاية مباراة القطن في وضع الأهلي في نهائي كأس العالم، و الحلم بملاقاة مانشستر على النهائي. كل هذا أثر بالسلب على اللاعبين.
و الآن بعد الخسارة، يحاول الجميع إستعمال النقد الهدام، لأصبح أنا المدرب الأسوأ في العالم. و لا يفكر الناقد في التأثير السلبي لهذا النقد على اللاعبين. هناك مدرستين للنقد، الأولى البناءة و هي ما نحترمها بل على العكس يجب أن نقرأ ما يقال فيها حتى نحسن من أنفسنا. و المدرسة الثانية هي الهدامة، و هي لا يجب أن نلتفت لها و قد طالبت اللاعبين بعدم قراءة أي ممن يقال عنهم أو يسوق ضدهم في الصحافة المصرية و أنهم لا يزالوا أبطال أفريقيا.
مباراة أديلاد
الفريق الأسترالي فريق قوي، و كان قادر على التعديل أمام جامبا أوساكا، و لا أحد يستطيع التنبأ بسير المباراة. لقد مارست الكرة 44 عاماً منهم 30 عاماً مدرباً و أستطيع القول أنه من المستحيل الجزم بنتيجة أي مباراة مهما كانت.
نعمل بكل قوة على الفوز بالمباراة القادمة، و نرفض نبرة الثقة التي تحدث بها مدرب أديلاد و أنه سيهزم الأهلي، فلا يوجد مدرب قادر على أن يثق بنتيجة أي مباراة.
سيكون أدائنا في المباراة القادمة هو الوجه الصحيح للأهلي و ما كان يجب أن نظهر عليه في البطولة هذا العام. و الموضوع يحتاج لمجهود و هو ما نفعله يومياً مع اللاعبين و في التدريب.