لوزان 20 يونيو حزيران (خدمة رويترز الرياضية العربية) - يمثل عام 1988 بالنسبة للهولنديين جوس هيدينك وماركو فان باستن شيئا خاصا لأنه العام الذي تسلطت فيه أضواء الإعلام على الرجلين اللذين سيصطدمان كمدربين للمنتخبين الروسي والهولندي على الترتيب في دور الثمانية بنهائيات كأس الأمم الاوروبية 2008 لكرة القدم غدا السبت.
وقاد هيدينك (61 عاما) المنتخب الروسي متوسط المستوى لدور الثمانية بعدما عوض هزيمته الساحقة بأربعة أهداف مقابل هدف واحد على يد اسبانيا في المباراة الأولى بينما تفوق المنتخب الهولندي بقيادة فان باستن (43 عاما) بشكل ساحق على ايطاليا وفرنسا ليقتنص مكانه في دور الثمانية.
وستجمع المواجهة المقبلة الرجلين اللذين لم يتقاطع الا نادرا طريقاهما خلال تلك السنوات كمدربين للمرة الثانية باستاد سان ياكوب بارك في بال ويلوح أمامهما مكان في الدور قبل النهائي وبين أفضل أربعة فرق في اوروبا.
وكانت المرة الأولى التي تواجه فيها هيدينك وفان باستن في مباراة استعداداية بروتردام قبل نهائيات كأس العالم 2006 عندما كان هيدينك مدربا لاستراليا وتأخر فريقه قبل أن يتعادل مع هولندا 1-1.
وفي 1988 كان هيدينك مدربا لفان باستن في ايندهوفن الهولندي عندما فاز الفريق بثنائية الدوري والكأس المحليين ثم يكمل الثلاثية بالفوز بكأس ابطال اوروبا بالانتصار على بنفيكا البرتغالي بركلات الترجيح في شتوتجارت.
وبعد قرابة الشهر وفي ميونيخ الالمانية سدد المهاجم فان باستن بقميص المنتخب الهولندي كرة مباشرة إثر تمريرة عرضية من زميله ارنولد موهرين لتسقط خلف رينات داساييف حارس الاتحاد السوفيتي لتفوز هولندا 2-صفر وتحرز كأس الأمم الاوروبية لقبها الأول والأوحد في البطولات الكبرى.
بالنسبة لهيدينك كان نجاح ايندهوفن بداية مسيرة مثيرة كمدرب ساقته إلى فناربخشه التركي وبلنسية وريال مدريد الاسبانيين قبل أن يحصل على أول فرصة لتدريب منتخب بلاده في 1995.
في ذلك العام اضطر فان باستن الذي كان عندها في الثلاثين على الاعتزال بسبب إصابة في الكاحل بعد ثماني سنوات رائعة مع نادي ميلانو الايطالي حقق خلالها حفنة من الألقاب.
وابتعد فان باستن عن اللعبة بينما أسس هيدينك وضعه بقيادة منتخبي هولندا وكوريا الجنوبية للدور قبل النهائي في نهائيات كأس العالم 1988 و2002 على الترتيب.
وبعد مغامرته في كوريا الجنوبية التي رفعته إلى مصاف الأبطال القوميين في ذلك البلد عاد هيدينك لتدريب ايندهوفن لأربع سنوات وفاز معه بمزيد من الألقاب المحلية من بينهما ثنائية أخرى.
وفي 2003 عاد فان باستن لكرة القدم ليتولى تدريب الفريق الاحتياطي لاياكس امستردام.
وبعدها بعام اختير لتدريب المنتخب الهولندي بعقد لأربع سنوات ليخلف ديك ادفوكات وأوضح من البداية أن مهمته تتمثل في الفوز بكأس الأمم الاوروبية 2008.
كان هيدينك في ذلك الوقت انتقل لتدريب استراليا وشاهد المدربان فريقيهما يخرجان من دور الستة عشر في كأس العالم 2006 ليقبل بعدها المدرب المخضرم قيادة المنتخب الروسي.
وعانت هولندا بحثا عن طريقة لعبها المميزة في تصفيات البطولة الاوروبية لكن فان باستن عالج المشكلة في الوقت المناسب بالنسبة للفريق ليعود ويتألق في النهائيات.
أما هيدينك الملقب بجوس المحظوظ فصادف قدرا كبيرا من التوفيق ليقود روسيا للتأهل للنهائيات على حساب انجلترا وجاءت بدايته سيئة لكنه استعان بكل خبراته ليعيد مسيرة الفريق إلى الطريق الصحيح.
وعندما يقودان فريقيهما في مباراة السبت سيكون قد مر 20 عاما كاملة على اليوم الذي شهد احتفالات هولندا بالفوز على المانيا الغربية 2-1 في الدور قبل النهائي للنهائيات الاوروبية 1988 في هامبورج وتثأر أخيرا لهزيمتها أمام الالمان في نهائي كأس العالم 1974.
وشاهد هيدينك فان باستن وهو يخطف هدف الفوز على المانيا الغربية قبل دقيقتين من النهاية بعدما عوض الهولنديون تأخرهم. أما يوم السبت فسيأمل أن تغيب عن مواطنه الاصغر سنا لمسته الساحرة.
الجمعة يونيو 20, 2008 9:00 am