Admin وسام الإدارة العامة
عدد الرسائل : 670 العمر : 35 العمل/الترفيه : Computer Games المزاج : أفضل ايام حياتى نوع وسام التميز 1 : نوع وسام التميز 2 : وسام التكريم : السٌّمعَة : 0 نقاط : 6143 تاريخ التسجيل : 28/01/2008
| موضوع: أخر ماقسل عن عمارة يعقوبيان السبت فبراير 02, 2008 6:29 am | |
| إذا مررت على شارع طلعت حرب في القاهرة، يلفت نظرك لافتة باسم عمارة يعقوبيان، تلك العمارة التي كتب عنها طبيب الأسنان علاء الأسواني رواية أخرى بالأحداث والأشخاص، تكاد تتداخل بها أربع روايات، وأذكر أنه تحدث عنها في مؤتمر الرواية العربية عام 2003م. لم تكن اللافتة موجودة من قبل، وهذا ما جعلك تكاد تجزم أن الناس بدأت تبحث عنها، فوضعت اللوحة. ولعله ليس من المهم من وضع اللافتة، بقدر ما هو مهم أن رواية استطاعت أن تجعل من مكان ما معلماً يتجه الناس له كي يزوروه، وهذا ينطبق على القرية الإيطالية الصغيرة التي جعل منها شكسبير مسرحاً لأحداث مسرحيته (روميو وجولييت) فأصبح السائحون في إيطاليا يجعلون جزءاً من زيارتهم رؤية القرية، والتي برع سكانها في تصوير الموقع وكأنها حدثت فعلا.
قال النقاد الكثير عن الرواية، وربما أجمعوا على أنها تصور الحياة المصرية، وتنقل المجتمع المصري لتضعه في عمارة واحدة، تختلف طبقاته واتجاهاته، فنجد المتدين والكادح والمسلم والمسيحي، نجد الأفاق والشريف، أعمدة الفساد والمكافح للفساد، عبر أربع شخصيات محورية يبرز أشخاص كثيرون، هذه الشخصيات هي: زكي بك الدسوقي الرجل الأرستقراطي، وحاتم رشيد الابن لمثقف مصري كبير كطه حسين، لكنه يكون أنموذجاً للشذوذ، ربما لأول مرة أرى كاتباً يبين وضع الشواذ في مصر وما ينطبق على مصر ربما على أغلب الشواذ، الشخصية الثالثة هي الحاج عزام الذي رقي سلم الجاه مسرعا من ماسح أحذية إلى وجيه وثم عضو في مجلس الشعب، والرابعة شخصية الفتى المهمش محمد طه، والذي كان أغلى طموحه الوصول لكلية الشرطة ليكون ضابطاً، لكن كون والده بوابا يجعل كبير لجنة القبول يرفض قبوله في كلية الشرطة، فيصيبه الإحباط وبدلا من كونه ضابطا بالشرطة تطارده الشرطة بعد أن يحاول مطاردة الفساد. ويقع صريعا في النهاية.
أول مرة أقرأ عن نموذج لمسيحي متملق وجشع، كما يبرز د. علاء الأسواني السوس في المجتمع مثلما يراه في الأسنان، لذا ظهر السوس واضحا بكثرة وكثافة، فغطى على جوانب إيجابية كثيرة.
الرواية طبعت خمس مرات، والآن يعد فيلم عنها، وهذا الفيلم وهو يصور وضعت بضع دور سينما إعلانات عنه.
المكان هو اللبنة الأولى في الرواية وهو المركز الأول لها حيث بدأها علاء الأسواني، ومن المكان انبثق الأشخاص، فكان المكان هو المركز الذي تتشعب فيه الأحداث وتمضي الأشخاص للتعود إليه، تماما كما يعود البشر دائما لحضن الأرض.
يصور فيما يصور علاء الأسواني بضع رجال الدين الذين يفتون بغير ما أنزل الله، وهم أقوياء بالسلطة (سلطة المال هنا) وبين سيدة بسيطة ومتدينة حقاً متزوجة سراً بمحمد عزام الكبير بالمال والجاه ولو أنه ابتدأ ماسح أحذية، هذه السيدة تواجه زوجها ورجل الدين ضد محاولة إجهاضها وهي في شهرها الثالث، وتصر على عدم ارتكاب هذه الجريمة، وتشتم الرجل الذي يفتي لها بأن ذلك مباح شرعا. لكن رجال الزوج يجهضونها، ومن ثم يطلقها، وكأنها مجرد متاع.
هذه الرواية صدمتني بالبداية بكم الجنس الذي تحمله، لكني بقيت أقرأ بها فرأيت تداخل الجنس مع السياسة ومع الأحداث المحيطة، مع العنف المختلف سواء من قبل الحكومة أو العنف المضاد أو عنف التسلط، أو عنف المتسلطين الكبار على الصغار الذين يحاولون الصعود، وبيع المناصب، في مجالس الشعب، وفي الأحزاب. طبيب الأسنان الأسواني من كثر التصاقه بأحداث معروفة نكاد نجزم أن شخوصه نعرفها ونقابلها بالشارع ومن خلال نشرات الأخبار، ونشير إليها، على كل هي رواية واضحة وجريئة، وواقعية جداً. لمشاهدة التعليقات على هذا الموضوع اضغط على هذا الرابطhttp://www.alriyadh.com/2005/02/22/article41448.html | |
|